روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | أين همّة ابني.. الجامعي؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > أين همّة ابني.. الجامعي؟


  أين همّة ابني.. الجامعي؟
     عدد مرات المشاهدة: 2374        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ابني الآن سنة أولى تحضيري في الجامعة بصراحة تحطمت أحلامي فيه عند ظهور النتائج تقديرة جيد مادة الرياضيات مقبول

بصراحة أنا حزينة وصرت أكثر عليه اللوم لأني منذ بداية الدراسة وأنا أنصح له أن يهتم ويودع حياة الطفولة

فهو الآن رجل وأنه سوف يرسم مستقبله فإن كان جادا سوف يحصل على العلا وإن كان لاهي سوف يجني الندم بتهاونه وأن الحياة الجامعية تختلف كل الإختلاف عن الدراسة الثانوية لكن لاجدوى

أحس هو بمرارة النتيجة لكن بدأ يفكر بترك الجامعة والإتجاه الى تخصص آخر أو كلية أخرى أنا نصحته أن يفكر الآن في الدراسة ويجد فيها فالفرصة باقية مع أن أملي ضعيف بتحقق رجاي فيه

ومن داخلي أنه إذا كان مستواه مثل ماهو عليه سيكون قرار صعب وهو ترك الجامعة والإتجاه الى دورات منتهية بالتوظيف لأنه بحق متهاون ويحب اللعب كثيرا وأحس أنه طفل الى الآن وليست عنده همة عالية

كنت أتناقش معه بأنه يجب أن يكن للرجل همة عالية ووظيفة مرموقة ويعيش عيشة كريمة تعلل لي بالزهد في الدنيا وو وأن الفقراء هم يدخلون الجنة قبل الأغنياء

رددت عليه بأن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف

وأن الإسلام لا يرضى لأهله الدنية , وأن اليد العليا خيرا من اليد السفلى

وذكرت له نماذج من الصحابه في سعيهم لطلب الرزق وأن الدين بالصلاح وإتباع سنة النبي وأداء الصلوات على وقتها , لأن أبني هداه الله وأصلحه يسمع أغاني وبشاهد أفلام طبعا خفية عني..

بصراحة أريد أن توضحوا لي ماهو الحل وكيف أرفع همته لأنهلوغبي أقول قدرات أبني لكن أبني هذا وعندي ابن في المتوسط وابنة كذلك أذكياء

لكنهم بصراحة مثل الأرنب والسلحفاة مغرورين يظنون أن فهمهم السريع يكفي بصراحة أتعبوني بأمر المذاكرة وعلو الهمة أرجو أن أجد حلا؟؟ وجزيتم عنا وعن المسلمين خيرا..

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فمشكلة هذه الأم هي مشكلة كثيرٍ من الأمهات اللواتي لهن أبناء في مثل سن هذا الابن الذي يمر بمرحلةٍ صعبةٍ جدًا في حياته، وغالبًا ما تستمر معه هذه المرحلة خلال سنوات عمره التي تمتد من الصف الثاني الثانوي إلى نهاية المستوى الثاني في الجامعة، وهي مرحلةٌ يمر فيها المراهق بأصنافٍ كثيرةٍ من التقلبات المزاجية والتغيُرات العضوية والنفسية التي تُسبب عنده كثيرًا من التغيرات السلوكية والانفعالية.

والمؤلم أن هذه الفترة تكون عند الوالدين فترةً عصيبةً جدًا لما يُلاحظونه من تغيُراتٍ وتقلباتٍ في تصرفات الأبناء، بل إن المعلمين يشتكون مما يترتب على تصرفات الطلاب في المدارس خلال تلك الفترة من سلبيات وسلوكياتٍ غير مقبولة.

وهذا الأمر أيتها الأخت لا يحتاج إلى كثيرٍ من الشكوى ولا الحسرات وولا تجدي معه الولولة، ولا تنفع كثرة اللوم وإسداء النًصح والإسراف في التوجيه والإرشاد اللفظي، ولكن الحل الأمثل يكون بالصبر والتحمل والمُداراة وعدم الغضب والانفعال، ومحاولة الاحتواء العاطفي وطول النفس.

فالابن في هذه المرحلة كالمريض الذي يحتاج إلى مراعاةٍ وعلاج في الغالب، وكل ما يصدر عنه يكون عبارة عن ردة فعل مباشرة، وهنا أنصح الأم أن تقترب من ابنها شيئًا فشيئًا، وأن تُحاول أن تُشغله بما يُحب كالرياضة أو التسوق أو الرحلات أو الزيارات ولا بأس أن يتوقف عن التحصيل العلمي والدراسة لفصلٍ دراسيٍ أو نحو ذلك.

وختامًا أوصي الأم بأن لا تغضب ولا تُحمِّل الأمر أكبر من حجمه فالتفوق الدراسي الذي تحرص عليه ليس كل شيء في الحياة، وسوف تُلاحظ كثيرًا من التغير على هذا الابن إن شاء الله تعالى بعد فترةٍ من الزمن. وعليها بكثرة الدعاء الصالح له والصدقة عسى الله أن يتقبل منها ويهدي ولدها إلى طريق الرشاد.

الكاتب: د. صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري

المصدر: موقع المستشار